وهي المرحلة الممتدة من بداية الألف الثالث ق.م. وحتى القرن الخامس ق.م. وتشمل العصر البرونزي، وتُعرف بالفترة الكنعانية، وشهدت هذه الفترة ظهورَ المدن الكبيرة في فلسطين والتي تميزت بالتخطيط الحضري والأسوار الحصينة والمباني العامة كالمعابد والصوَر، وارتبطت بظهور نظام سياسي يُعرف بدولة المدينة، وفي بداية هذه الفترة اخترع الإنسان الكتابة التي ظهرت في بلاد الرافدَين ومصر، وتطورت إلى ظهور الكتابة الأبجدية في القرن الرابع عشر قبل الميلاد في أرض كنعان.
وتطورت صناعة المعادن بشكل ملموس مع تصنيع معدن البرونز، وهو عبارة عن خليط من معدن الرصاص والنحاس، الذي استُخدم في صناعة الأدوات الزراعية والأسلحة. كما تطورت صناعة الفخار بظهور الدولاب السريع الذي مكَّن الإنسانَ من توفير الأواني الفخّارية بأشكال وأحجام مختلفة. وقام اقتصاد هذه الفترة على الزراعة والصناعة والتجارة، ونمت التجارةُ البحرية مع مصر ودول شرق المتوسط. وصدَّرت فلسطينُ الحبوبَ وزيت الزيتون إلى البلدان المجاورة. ومن أبرز مراكز هذه المدن القدس وتل بلاطة وتل السلطان وتل تعنّك وتل الرُّميدة وتل العجول. وفي العصر الحديدي ظهرت ممالكُ سياسية مع بروز الفلسطينيين القدماء والعبرانيين على المسرح السياسي، حيث يُنسب اسم فلسطين إلى الفلسطينيين القدماء، وقد شاع استخدامُ الحديد في صناعة الأدوات الزراعية والأسلحة. وفي القرن الخامس قبل الميلاد خضعت فلسطين لحكم الامبراطورية الفارسية، والتي شهدت بدايةَ تداول النقد المعدني لأول مرة في فلسطين كوسيلة للتبادل الاقتصادي، والذي حل محل المقايضة.