يقع تل بلاطة عند المدخل الشرقي جنوب مدينة نابلس الحديثة بين جبل عيبال وجبل جرزيم. يعرف تل بلاطة ب "شكمو القديمة" ويمثل الاستيطان المُبكـِر الأول في منطقة نابلس. وكانت شيكمو قد ذُكرت في نصوص اللعنات المصرية وفي نقوش خو- سيباك التي تعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد. كما أنها ذُكرت في رسائل تل العمارنة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد على أنها مركز كنعاني رئيسي يحكمها الملك لبايو، وتحولت الى مدينة سامرية، وذكرت في المصادر التاريخية والدينية اليهودية والسامرية والبيزنطية والاسلامية.
وقد أجريت سلسلة من الحفريات خلال القرنين الماضيين قامت بها البعثة الألمانية في الفترة ما بين عامي 1913-1934 والبعثة الأمريكية المشتركة عام 1965 وما بين عامي 1968-1969. وكان آخرها التنقيبات الفلسطينية الهولندية المشتركة في الموقع ما بين 2010-2014، تحت اشراف د. حمدان طه و د. خيرت فان دير كوي، بالتعاون مع اليونسكو، والتي قامت بتنقيبات استكمالية وتأهيل الموقع كحديقة أثرية.
كشفت الحفريات التاريخ الاستيطاني في هذا الموقع. وتم الكشف عن بقايا وآثار من العصر الحجري-النحاسي والبرونزي والحديدي والهلنستي والروماني. وتأسست شكمو في الألفية الرابعة ق.م. كمستوطنة صغيرة في البداية ومركز حضري خلال العصر البرونزي الوسيط والعصر البرونزي المتأخـر. وأظهرت التنقيبات أجزاءاً واسعة من مخطط المدينة في العصر البرونزي، وخصوصاً سور المدينة الضخم، والبوابتين الشمالية الغربية، والبوابة الشرقية، إلى جانب بقايا قصر من العصر البرونزي الوسيط الثاني ومعبد من العصر البرونزي المتأخر.
وقد تم الكشف في هذه التنقيبات عن كتابة كنعانية على كسرة حجرية تتكون من بضعة أحرف، يعود تاريخها الى القرن الخامس عشر ق.م.
رسالة معلم كنعاني:
وفي عام 1926 تم الكشف عن لوحين طينيين أكادييّن يمثل أحدهما رسالة من معلم كنعاني يطالب فيها بأجره المتأخر لمدة ثلاث سنوات، والمكونة من الحبوب والنبيذ، ويفيد النص ان المعلم استمر بالقيام بعمله. وتشير الرسالة الى أقدم دليل على وجود المدارس في فلسطين في العصر البرونزي المتأخر. شبيهة بالمدارس التي وجدت في العراق.
وقد استمر السكن في المدينة خلال العصر البرونزي المتأخـّر والعصر الحديدي. وبعد فترة هَجْر خلال العصر الحديدي، أُعيد السكن فيها خلال الفترة الهلنستية. وقد دُمِّرت شكمو عدة مرات في أزمان مختلفة، وهُجِّرت المدينة كلياً في أوائل الفترة الرومانية. ثم تحولت المدينة إلى موقع "نيابوليس" الجديد, ومنه اقتبس الإسم الحالي لمدينة نابلس.