الرئيسية »  

العصر الاسلامي المتأخر
1099 م. - 1948 م.

بعد احتلال الفرنجة مدينةَ القدس سنة 1099 خضعت فلسطين للحكم الفرنجي، وتأسست المملكة اللاتينية في القدس، وقد استمر الصراع بين الفرنجة وآل زنكي والأيوبيين حتى انتهى بهزيمة الفرنجة في معركة حطين سنة 1187 على يد القائد صلاح الدين الأيوبي. وتمت استعادةُ السيطرة على مدينة القدس والمدن الفلسطينية الأخرى، وبقي جزءٌ من الشريط الساحلي تحت السيطرة الفرنجية إلى أن تمكن السلطان المملوكي الأشرف خليل بن قلاوون من إخراج الفرنجة من آخر معاقلهم في عكا والساحل الشامي سنة 1291.

وقد أُعيد بناء المدن الفلسطينية في الفترة المملوكية، وأُنشئت المدارس والتكايا والمستشفيات. وفي عام 1516 خضعت فلسطين وبلاد الشام للسيطرة العثمانية التي استمرت زُهاءَ أربعة قرون، وشهدت هذه الفترة إعادةَ بناء المدن والقلاع والحصون، أبرزها بناء أسوار مدينة القدس وقلعتها وإصلاح المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

ومع ضعف القوة المركزية العثمانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر برزت بعضُ النزعات الاستقلالية في فلسطين، تمثلت بظهور بعض الإمارات شبه المستقلة؛ كالأمير ظاهر العمر في القرن الثامن عشر، وأحمد باشا الجزار الذي اتخذ عكا مقراً له، وصد الغزوة الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت سنة 1799، وظلت فلسطين جزءاً من الدولة العثمانية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1918.

ثم وقعت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني الذي مهَّد لتنفيذ وعد بلفور الاستعماري بإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين، وإصدار قرار التقسيم، بإنشاء دولة عربية ودولة يهودية على أرض فلسطين، وقام الشعب الفلسطيني بمقاومة الانتداب البريطاني. أدت نكبةُ عام 1948 إلى اقتلاع نحو مليون نسمة من السكان الفلسطينيين من أرضهم وبيوتهم وتحويلهم إلى لاجئين في شتى بقاع الأرض،الى أن بدأت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 بالعمل من أجل تحرير فلسطين.

وفي سنة 1967، واثر حرب جزيران استكملت الحركة الصهيونية احتلال باقي أراضي فلسطين التاريخية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما احتلت شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان.

واستمر الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال الصهيوني، وسعيَه الدائب إلى نيل حريته وحقه في تقرير المصير. وكان تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية سنة 1994 خطوةً مهمة على طريق إقامة دولته المستقلة على أرض وطنه.