تمثل خارطة مادبا الفسيفسائية أقدم وأدق خارطة للأراضي المقدسة وتضم فلسطين والاردن ومصر السفلى، ويعود تاريخها الى القرن السادس الميلادي، وهي أشبة بالخارطة السياحية لفلسطين في الفترة البيزنطية. اكتشفت خارطة مادبا عام  1884 في مدينة مادبا في الاردن، وهي أرضية كتدرائية كبيرة من الفترة البيزنطية، وقد تم ترميم الارضية وادماجها في مبنى كنيسة القديس جورج، وفي عام  1897  قام الاب كليوباس كويكيليدس  برسم الخارطة ونشرها، وفي عام 1906 تم نشر اول صور منسوخة ملونة للخارطة وقدمه المعماري بالمر  وغوته، وقد خضعت للعديد من أعمال الصيانة. وقياسات الخارطة الحالية نحو عشرة امتار ونصف طولا وخمسة أمتار عرضا، وتصل مساحتها الاجمالية نحو 30 ممتر مربع، وتشكلت من نحو 700.000 مكعب من الفسيفساء. وتشير تفاصيل الخارطة الى طبوغرافيا فلسطين  ومصر السفلى، وتظهر الخلفية كالسهول والوديان  باللون الابيض الضارب للصفرة والجبال  بالالوان البنية والخضراء والزرقاء والزهري والأصفر والماء باللون الازرق والبني والاسود. وظهرت رموز المدن والقرى والأسوار والكنائس والمباني الاخرى والبشر والحيوانات والنباتات  بأنواعها مختلفة، ثم الكتابات اليونانية بأشكال مختلفة، منها  اللون الاسود على خلفية مضيئة، وبيضاء على خلفية قاتمة  وباللون الاحمر للكتابات ذات الاهمية الخاصة، بعضها يعود لمدن وقرى وبعضها يحمل اقتباسات من النصوص المقدسة. أظهرت الاجزء المحفوظة من الخارطة الاراضي المقدسة، وفي مركزها القدس، وهي صرة الكون، والخارطة متجة نحو الشرق، انسجاما مع اتجاه معظم الكنائس، وتظهر المعالم الطبوغرافية، وهي نهر الاردن يجري نحو البحر الميت،  وجبال الاردن الشرقية حتى الكرك والأجزء الجنوبية حتى الخليل وبيت جبرين والاراضي الجبلية  واراضي الساحل الفلسطيني مع  اسدود وعسقلان وغزة والصحراء الجنوبية في النقب مع بير السبع وجزء من البحر الأبيض المتوسط واخيرا دلتا النيل. وتكتسب خارطة مادبا اهمية تاريخية كبيرة  كخارطة جغرافية وطبوغرافية حقيقية، وبهذا فهي أقدم وأدق خارطة حول فلسطين قبل ظهور الخرائط الحديثة.