تم الكشف عن دير القديس هيلاريون في موقع تل أم عامر،الذي تم تعريفه بموقع تباثا التاريخي الذي ظهر على خارطة مادبا من القرن السادس الميلادي وذكر في المصادر الكلاسيكية، اكتشف الموقع عام 1991، وجرى التنقيب في الموقع من قبل دائرة الآثار الفلسطيينة بالتعاون مع المدرسة الإنجيلية الفرنسية على مدار عدة مواسم ما بين 1996-2023. أظهرت التنقيبات بقايا دير كبير من الفترة البيزنطية والإسلامية المبكرة، ويتكون الدير من كنيستين وقاعة عماد واستقبال، الى جانب مرافق الدير وهي قاعة الطعام وآبار وموقد طيني وشبكات تصريف ومقبرة، وقد تم رصف المبنى بالبلاط الحجري وأرضيات الفيسفساء، وضمت كتابة يونانية تذكر إسم القديس هيلاريون مؤسس الرهبنة في فلسطين، كما تم تزويد الدير بنزل للحجاج وحمام كبير يتكون من غرف المياه الباردة والدافئة والساخنة لخدمة الحجاج والمسافرين. ولد هيلاريون في مدينة تباثا بالقرب من مدينة غزة سنة 291 م، درس في الاسكندرية وكان شديد التأثر بالقديس المصري أنتوني، وفي سنة 306 بعمر 15 عاما عاد الى غزة ، حيث ذاع صيته. وقد أسس هيلاريون أول دير في فلسطين سنة 329 م .واثناء اضطهاد المسيحيين في عهد الامبراطور جوليان (361-363 م) هاجر الى قبرص حيث وافته المنية عام 371 ميلادي، وقام القديس هسيخوس بنقل جثمانه الى غزة.
كتب القديس جيروم سيرة حياته سنة 390 ميلادية، وكرم القديس هيلاريون في الكنيسة الارثوذكسية والكاثوليكية الرومانية، وكرست له طقوس التكريم في اوروبا وخصوصا في ايطاليا وقبرص وصقلية ويحتفل بعيدة في قبرص في 21 من اكتوبر في كل سنة. وضع الموقع على اللائحة التمهيدية لقائمة التراث العالمي سنة 2005 كموقع ثقافي، تمهيدا لادارجة رسميا على لائحة التراث العالمي.