قصر هشام (خربة المَفجَر)
يقع قصر هشام على الضفة الشمالية لوادي نويعمة في وادي الأردن، على بعد حوالي 2 كم إلى الشمال من مركز مدينة أريحا. ويعرف الموقع بأطلال خربة المفجر. وقد نسب القصر إلى الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك (724-743 م / 105-125هـ) على أساس بعض الدلائل الكتابية المكتشفة في الموقع، ولكن يعتقد اليوم بأن خليفته الوليد الثاني هو الذي شيد هذا القصر في الفترة ما بين 743-744م للراحة والاستجمام على أطراف بادية الشام ودمر القصر، بواسطة زلزال عنيف ضرب المنطقة حوالي 749م / 131هـ، قبل أن يكتمل بناءه. وجرى تنقيب الموقع من قبل دائرة الآثار الفلسطينية، ما بين 1935-1948، وفي سنة 2006 استأنفت دائرة الآثار والتراث الثقافي الفلسطينية التنقيب في منطقة الحمام تحت اشراف د. حمدان طه. وجرت تقيبات فلسطينية امريكية مشتركة ما بين 1910-1915 تحت اشراف د. حمدان طه و د. دونالد ويتكمب. وكشفت التنقيبات عن البوابة الشمالية للقصر، ومعصرة عنب كبيرة وبقايا الضيعة العباسية التي اقيمت فوق أنقاض المباني الاموية.
يتكون الموقع من القصر ومرافق الحمام والمسجد وحوض الماء المزخرف، ويحيط به سور خارجي غير مكتمل وتوجد البنايات الثلاث الأولى على محور ممتد من الشمال إلى الجنوب، إلى الغرب من الساحة الأمامية للقصر، حيث تقع النافورة في وسطها. أما المنطقة الواقعة إلى الشمال من الحمام فقد جرت فيها تنقيبات جزئية، أظهرت سلسلة من الغرف، فسرت بأنها تشكل جزءا من خان ومساكن لعمال القصر، وضيعة من الفترة العباسية.
يتكون القصر من بناء مربع بطابقين، تحيط به أبراج دائرية صماء عند الزوايا. وكان مدخل القصر بمثابة ممر معقود تحيط به مقاعد حجرية مزخرفة من الجهتين. وغرف القصر مرتبة حول ساحة مركزية تحيط بها أربع أروقة بأقواس. ويوحي ترتيب غرف الطابق الأرضي بأنها كانت تستخدم للضيوف والخدم إضافة إلى الخزن. وفي الجهة الجنوبية يوجد مسجد صغير بمحراب يتجه نحو القبلة. وتفضي الأدراج الموجودة عند الزاويتين المتقابلتين للساحة إلى الطابق العلوي، حيث تشير الدلائل إلى جناح السكن.
وفي الجزء الغربي من الساحة المركزية يوجد درج حجري يفضي إلى ردهة أرضية أمامية، تقود إلى غرفة ذات عقد برميلي، تعرف بالسرداب، وهي عبارة عن حمام الخليفة الخاص. ويلتصق المسجد الكبير بالجدار الشمالي للقصر، وفيه محراب قائم، ويقوم المسجد على مخطط مستطيل، وسقفه كان مدعما بصفين من الأقواس، المرتكزة على أعمدة.
يقع الحمام الكبير في الجهة الشمالية للقصر. ويتكون من ممر مسقوف مقبب من الجهة الشرقية، وردهة وغرفة استقبال مقببة وسلسلة من غرف الاستحمام الصغيرة والمراحيض. وفي الجهة الجنوبية من الحمام توجد بركة سباحة بطول 20 متراً وعمق متر ونصف.
وفي الزاوية الشمالية الغربية للحمام الساخن يقع الديوان، وهو عبارة عن مقصورة صغيرة للضيافة، أرضيتها مرصوفة بفسيفساء بأشكال هندسية مختلفة، بما فيها اللوحة الشهيرة بمشهد الأسود والغزلان تحت شجرة النارنج أو شجرة الحياة. ويوجد في الساحة الأمامية للقصر حوض ماء مزخرف. استخدمت المنحوتات والتماثيل الحجرية والجصية بأشكال حيوانية وإنسانية بشكل واسع في جميع أرجاء القصر لتزيين واجهات الجدران والأعمدة والتيجان والأسقف. وربما يرمز أحد التماثيل للخليفة الأموي الوليد. وكان تزويد القصر بالمياه يتم بوساطة قناة مكشوفة من النبعين القريبين وهما عين ديوك وعين النويعمة
قامت دائرة الآثار والتراث الثقافي في وزارة السياحة والاثار بعد عام 1995 بتنفيذ برنامج واسع لتأهيل الموقع كحديقة أثرية بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية. وتشمل الحديقة الأثرية الآن مكتب استقبال ومركزا لتفسير الموقع، ومتحفا ومختبرا للفسيفساء،ومرات داخلية ولوحات الشرح، والمرافق السياحية كالحمامات ومواقف السيارات. وفي عام 2018 تم تغطية أرضية الفسيفساء في الحمام الكبير.